Loading... calender -- clock -- location الرياض

المكتبة الوطنية في بريطانيا.. فخامة المستوى وعراقة المحتوى

المكتبة الوطنية في بريطانيا.. فخامة المستوى وعراقة المحتوى

تقرير خاص

انتهت المكتبة الوطنية البريطانية من رقمنة ما يربو على نصف مليون صفحة من الوثائق التاريخية التي تستعرض تاريخ الوطن العربي وثقافته، بما في ذلك الصفحات المأخوذة من سجلات مكتب الهند والمخطوطات العربية التي تعود إلى العصور الوسطى حول إسهامات العلماء العرب في مجالات العلوم والطب، وكان المشروع قد انطلق في يوليو 2012 بالشراكة مع مكتبة قطر الوطنية. وقد هدف المشروع إلى تعميق الفهم بتاريخ الشرق الأوسط.

هذا المشروع، كما يقول القائمون عليه سيمكن أي شخص متصل بالإنترنت من البحث خلاله بمنتهى الحرية باللغتين العربية والإنجليزية لأول مرة في التاريخ واستكشاف الكنز النفيس من التاريخ العربي الذي يمتد لقرون طويلة، الأمر الذي يعزز بدرجة كبيرة من فهم منطقة الخليج ذات الطبيعة المتغيرة باستمرار والتعرف على مكانتها على الساحة الدولية. كما سيساعد هذا المشروع في إثراء الدراسات والبحوث والكتب الدراسية المعنية بالبحث في تاريخ الخليج والمنطقة ككل (1)

هذا الخبر والنشاط المتبادل في مجال الكتاب ورقمنة الوثائق العربية يقودنا للتعرف على مكانة مكتبة بريطانيا الوطنيةالتي تعد واحدة من أكبر مكتبات العالم وتتميز بمجموعة من مخطوطاتها العربية النادرة.

مكتبة بريطانيا الوطنية

المكتبة كانت في الأصل جزءا من المتحف البريطاني منذ منتصف القرن 19 وكانت عبارة عن غرفة القراءة المشهورة باستدارتها. 

وأصبحت المكتبة منفصلة قانونا في عام ،1973 وبحلول عام 1997 كانت قد انتقلت إلى مبناها الجديد في سانت بانكراس في لندن.

المكتبة تعد إحدى أهم مراكز البحث المكتبية في العالم حيث إنها إحدى أكبر المكتبات في العالم من حيث حجم محتوياتها. وتبلغ الميزانية المرصودة للمكتبة 142 مليون جنيه إسترليني!

و هي هيئة عامة غير تابعة للإدارات برعاية وزارة الثقافة والإعلام والرياضة. وهي تقع على الجانب الشمالي من شارع يوستن في سانت بانكراس في لندن (مابين محطة يوستن ومحطة السكك الحديدية سانت بانكراس)، وتضم مركزا لتخزين الوثائق وغرفة للقراءة قرب بوسطن سبا، .2 5 ميل (.4 0 km )شرق يذرباي في يوركشاير الغربية.(2)

تأسست المكتبة كما سبق القول عام 1973م من خلال اندماج مجموعات المواد الصادرة الخاصة بالمتحف البريطاني، مع تلك التي أصدرتها المعاهد الأخرى، مثل الببليوجرافيا الوطنية (وهو بيان يسرد مؤلفات الكتب وموضوعاتها) ومكتبة ليندنج الوطنية للعلومة والتكنولوجيا. ويوفر قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية خدمات المعلومات والمراجع. وتحتفظ المكتبة بمعظم مواد مكتبة المتحف البريطاني السابق. ولها فروع في بلومزبري، بلندن ومكتبة للصحف، في كولينديل بلندن. وقد صمم المبنى الجديد للمكتبة البريطانية في سانت بانكراس، لندن، كي يهيء موقعا فريدا لمعظم الأنشطة التي قامت بها مكتبة لندن منذ مطلع القرن العشرين. ويوجد مركز تزويد الوثائق في المكتبة  البريطانية في بوستون إسبا، الواقعة في يوركشاير الغربية، ويعمل على توفير خدمات إعارة الصحف، والنسخ المصورة، ويؤدي كذلك مهمة المركز الوطني للإعارة داخل المملكة المتحدة، وبينها وبين الدول الأخرى. وفي العام 2009 افتتح فرع آخر للمكتبة لتخزين بعض المحتويات وذلك في مقاطعة يوركشاير الغربية. تكلف إنشاء هذا الفرع الجديد 26 مليون جنيه إسترليني، وهو يتسع لسبعة ملايين غرض مخزنة في حاويات يمكن طلب أي منها بواسطة أجهزة روبوت تقوم بجلبها من حيز التخزين الذي يمتد على طول 262 كم وهو حيز تخزين متحكم في درجة حرارته ونسبة الرطوبة فيه بهدف الحفاظ على ما يحتويه من مقتنيات.

ويوجد بقسم المراجع العلمية، وخدمات المعلومات، مجموعة كبيرة من المواد العلمية والتقنية. أما قسم خدمات البيبليوجرافيا فيصدر قائمة لطبعات الكتب الجديدة، التي صدرت بالمملكة المتحدة.

ويشجع قسم البحث وإدارة التطوير، برامج البحوث في مجال علم محتويات المكتبة المعلومات(3)

المكتبة الوطنية البريطانية تعد ثاني أكبر مكتبة في العالم بعد مكتبة الكونجرس من حيث المحتويات، فهي تضم نحو 150 مليون عنصر من كل بقاع العالم وبمختلف اللغات وبأشكال مختلفة، سواء المطبوعة أو الرقمية، مثل الكتب والمخطوطات والرسومات والمجلات والجرائد والتسجيلات الصوتية والتسجيلات الموسيقية والفيديوهات وبراءات الاختراع والخرائط والطوابع وقواعد البيانات وغيرها.

من بين محتويات المكتبة هناك نحو 18 مليون كتاب وكميات ضخمة من المخطوطات والعناصر التاريخية يعود أقدمها إلى 2000 سنة قبل الميلاد.

ونتيجة كونها مكتبة إيداع القانوني، تتلقى المكتبة البريطانية نسخ من كل الكتب التي تنتج في المملكة المتحدة وأيرلندا، بما في ذلك نسبة كبيرة من العناوين في الخارج موزعة في المملكة المتحدة. كما أن لديها برنامجا لجمع المحتويات. وبشكل عام يضاف إلى محتويات المكتبة نحو 3 مليون عنصر جديد كل عام تحتل 11 كم من الرفوف الجديدة.

المكتبة مفتوحة للعامة، حيث يستطيع أي شخص الاضطلاع على محتويات المكتبة والاستفادة من خدماتها العديدة.(4)

المخطوطات العربية في المكتبة البريطانية

تتمتع مجموعة المخطوطات العربية في المكتبة البريطانية بإشادة عالمية باعتبارها واحدة من أكبر وأرقى المجموعات في أوروبا وأمريكا الشمالية، فكيف ولماذا تمكنت المكتبة البريطانية من اقتناء هذا العدد الهائل والنادر من المخطوطة العربية ضمن مجموعاتها؟هذا السؤال طرحه ويجيب عليه د. كولين ف. بيكر، كبير القائمين على دراسات الشرق الأوسط، المكتبة البريطانية حيث تضم المكتبة قرابة ١٥ ألف مخطوطة مصنفة في نحو 14 ألف مجلد. وتتألف المجموعة من اثنين من المجموعات التاريخية: المخطوطات العربية الموجودة في مكتبة المتحف البريطاني القديم وتلك الموجودة في المكتبة التابعة لمكتب الهند، والتي كانت جزءا من وزارة الخارجية البريطانية سابقا.

المجموعة العربية وشهرة عالمية

تحظى هذه المجموعة بشهرة عالمية لسببين؛ محتوياتها، وتنوع موضوعاتها، إذ تحتوي المجموعة على تشكيلة من أروع المخطوطات النفيسة للقرآن الكريم، وكذلك نسخ موقعة عالية الجودة من الأعمال القانونية والتاريخية والأدبية والعلمية المهمة.

كما تتسم موضوعات المجموعة بتنوعها الكبير، حيث تغطي علوم القرآن والتفسير والحديث وعلم الكلام والفقه الإسلامي والتصوف والفلسفة والنحو وفقه اللغة العربية والمعاجم والشعر وأنواع الأدب الأخرى، والتاريخ والطوبوغرافيا والسير والموسيقى وغيرها من الفنون والعلوم والطب، وغيرها من الموضوعات مثل الرماية والصيد بالصقور وتفسير الأحلام.

وقد تكونت المجموعة على مر القرون القليلة الماضية بطريقة استثنائية. إذ يرجع تطورها المبكر في الأساس إلى نمو التجارة البريطانية والمصالح السياسية في كل من منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي أجمع، لا سيما في شبه القارة الهندية، ويعكس تطورها الاهتمام الأوروبي الكبير بالدراسات الشرقية إبان القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث يعكس حجمها وتنوعها العملية التي تم من خلالها زيادة عدد من المجموعات الخاصة التي كونها المسؤولون والمبشرون والباحثون والرحالة بفعل عمليات الاستحواذ الأخيرة التي قام بها أمناء المتحف البريطاني والمكتبة البريطانية لتشكيل مجموعة عامة ضخمة ومصدر دولي مميز.

تم الاستحواذ على المخطوطات بدءا من باكورة القرن الثامن وحتى القرن التاسع عشر الميلادي، من كل من الدول العربية ودول أخرى بها جاليات عربية وإسلامية مثل الهند والصين وإندونيسيا وماليزيا وغرب أفريقيا، حيث تبرز تلك المخطوطات تنوعا رائعا في الأسلوب والكتابة.

من بين المجموعات الخاصة المتوافرة لدى مقتنيات المكتبة البريطانية في الوقت الحاضر مجموعات تأسيس المتحف البريطاني في سنة ١٧٥٣ والتي اشتملت على مجموعات العالم الفيزيائي السير هانز سلون (١٦٦٠- ١٧٥٣)، حيث تتضمن تلك المجموعات حوالي ١٢٠ مخطوطة عربية، ومجموعة كلوديوس جيمس ريتش (١٧٨٦ -١٨٢١) التي اشتراها المتحف البريطاني في سنة ١٨٢٥ ومجموعة ريتشارد جونسون (١٧٥٣- ١٨٠٧) التي اشترتها شركة الهند الشرقية في .١٨٠٧ وهذه أمثلة نموذجية للطريقة التي جاءت بها تلك طريق الهدايا أوعن طريق شرائها من المخطوطات إلى المكتبة، سواء عن

الأشخاص الذين عملوا في الهند أو الشرق الأوسط لصالح بريطانيا بصفة رسمية.(5)

(1) العربية نت 29 شعبان 1433هـ

(2) الموسوعة الحرة ويكيبيديا

(3) المكتبة الرقمية السعودية

(4) موقع اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات 2009/11/9

(5) الموسوعة الحرة ويكيبيديا

(6) موقع مكتبة قطر الوطنية



هل كانت هذه الصفحة مفيدة؟ نعم لا

من فضلك أخبرنا بالسبب (حدد خيارين كحد أقصى)

إغلاق Close

ابحث هنا